حقق المغترب السوري الشاب "هوزان عبدو" مجموعة إبداعات فنية في كلٍ من المسرح والسينما، ضمن تجربته الاغترابية في كل من "روسيا" و"مصر"، توّجها مؤخراً بفيلمه "ليلى" الذي أنجزه كمشروع تخرج في المعهد العالي للسينما بمصر.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 22 نيسان 2015، مع الفنان المغترب "هوزان عبدو"، فتحدث بالقول: «بعد حصولي على الشهادة الثانوية الأدبية في "سورية" عام 2009 سافرت إلى "روسيا" لدراسة الفن، حيث بقيت فيها ثلاث سنوات، أنهيت خلالها السنتين الأولى والثانية، قبل أن أنتقل إلى "مصر"، وأنتسب هناك إلى "المعهد العالي للسينما" الذي تخرجت فيه حاصلاً على البكالوريوس في الإخراج السينمائي».

أخيراً لا بد من توجيه كلمة شكر إلى مصر وشعبها الوفي، ولكل الدكاترة والأساتذة في المعهد العالي للسينما، الذين منحوني العلم والمعرفة، ولوالدتي ووالدي على دعمهم اللا محدود لي، حيث كانا أحد أسباب إنجازاتي المتواضعة

وحول تجربته الاغترابية وأهم إنجازاته، قال: «بداية حياتي الاغترابية كانت في "موسكو" وذلك منذ عام 2010، وفيها قمت بإخراج أربع مسرحيات، عُرضت على مسارح المعهد المسرحي هناك، وهي: "أرواح خفيفة" لبونين، و"المجنون" لـ"جبران خليل جبران"، وقد شاركت المسرحيتان في مهرجان الطلبة المسرحي في "موسكو"، وكانتا من إخراج مشترك بيني وبين المخرج الأذربيجاني "مزاهير هاشيموف"، كما قمت بإخراج وكتابة مسرحية "عائلة عراقية"، ومسرحية "تحت عنوان البرد والعود".

لقطة من فيلمه "ليلى"

في عام 2011، وهو العام الثاني من دراستي في "موسكو"، قمت بإخراج فيلم قصير كمشروع دراسي تحت عنوان "حالة"، تم تصويره في مدينة "عفرين" مسقط رأسي، حصلت به على درجة الامتياز، ولكن الفيلم لم يرَ النور بسبب بعض المشكلات التقنية، أما في عامي الدراسي الثالث في "مصر"، فقد قمت بتصوير وإخراج فيلم تسجيلي بعنوان "هاجا ناجي"، والفيلم عن الكوبرا المصرية، وقد حصلت به على درجة جيد جداً، كما قمت بإخراج فيلم مشترك مع الصديق المخرج "خالد عثمان" بعنوان "حياة الممثلين"، وقد عُرض الفيلم في اختتام مهرجان المسرح العربي، وهو توثيق لحياة الشباب المسرحيين ومسرحياتهم في المعهد العالي للفنون المسرحية، إضافة إلى العديد من التمارين السينمائية في المونتاج والتصوير والإخراج، كما قمت بإخراج مجموعة من الـ"فيديو كليب" وذلك في جميع مراحل دراستي».

وتابع حديثه حول إنجازه الفني فيلم "ليلى": «في السنة الرابعة من دراستي في "مصر" عملت على كتابة وإخراج فيلمي "ليلى" كمشروع تخرج، وهو فيلم روائي قصير مدته 15 دقيقة، وقد أنجزته بإشراف كل من الدكاترة: "سمير سيف"، و"عادل المغربي"، و"شريف عماشة"، وأطلقت عليه اسم "ليلى" لأن الشخصية الرئيسة فيه اسمها "ليلى"، وتجري أحداثها في مكان ما وزمان ما، و"ليلى" امرأة يذهب زوجها إلى الحرب، وهي حرب غير معروفة وتنتظر طوال عمرها عودة زوجها الذي بدوره يراسلها بين الحين والآخر، وفي النهاية يعود الزوج وقد كبر الاثنان بالعمر، لينتهي الفيلم بالصمت والنظر أحدهما إلى الآخر كغرباء لا يعرف أحدهما الآخر، ويمثل في الفيلم كل من الممثلة المصرية "جيهان أنور" والطالب المصري في المعهد العالي للفنون المسرحية "عمر عثمان"، وقام الممثل القدير "نياز لطيف" بتسجيل أصوات الممثلين، وهو من مدينة "السليمانية"، كما شارك في الفيلم طاقم عمل من طلاب نفس المعهد، وهم: مهندسة الديكور "سارة فرغل"، مهندس الصوت "عمر أشرف عمارة"، مدير التصوير "أبانوب طلعت"، مدير الإنتاج "حسين الزناتي"، ميكساج "مروان بغدادي"، مونتاج "عمر أبو العلا"، وكان معي في الفيلم الصديق السينمائي "عمر دوغوظ" الذي ساعدني في كل مراحل الفيلم، والمساعدان المخرجان "يوسف أبو دان" و"محمد شماع"، والفيلم الآن في مرحلة التوزيع على المهرجانات».

الفنان هوزان مع فريق عمل فيلم "ليلى"

ويتابع: «الوطن حاضر في أعمالي التي قمت بإنجازها في الغربة، والحقيقة أنا أعتز دائماً بانتمائي، وقد حملت الوطن معي أينما رحلت، وبالنسبة لتجربتي الفنية عموماً فأقيّمها بالجيدة مادمت أعمل بإصرار على إتمام مشواري الفني، لأن هذه التجربة ستفشل إن توقفت عن الإخراج، لذلك فأنا أقوم حالياً بكتابة فيلم طويل، وأعتقد أنه خلال سنة أو أكثر سوف تبدأ أعمال تنفيذه».

وختم: «أخيراً لا بد من توجيه كلمة شكر إلى مصر وشعبها الوفي، ولكل الدكاترة والأساتذة في المعهد العالي للسينما، الذين منحوني العلم والمعرفة، ولوالدتي ووالدي على دعمهم اللا محدود لي، حيث كانا أحد أسباب إنجازاتي المتواضعة».

الفنان عبدو ليلاف

حول تجربة الفنان "هوزان" قال "عبدو ليلاف" وهو فنان ضوئي يقيم في "اسطنبول": «الفنان الشاب "هوزان عبدو" من المتخرجين الجدد في مجال الإخراج السينمائي، وهو يحمل رسالة فنية وإنسانية، ويطمح بكل جد ومثابرة بإيصالها إلى العالم.

حصل على درجة الامتياز عن فيلمه "ليلى" من "المعهد العالي للسينما" في "مصر"، ومن خلال مشاهدتي للفيلم، أعدّه إنجازاً فنياً مهماً، خاصة أنه من إبداع فنان شاب.

أتوقع أن يكون للأستاذ "هوزان" مستقبل رائع في مجال السينما، بسبب رؤيته الإخراجية المتميزة وقدرته على الدخول إلى أعماق المشاهد والتأثير فيه».

يذكر أن الفنان والمغترب الشاب "هوزان محمد عبدو" من مواليد مدينة "عفرين"، عام 1991، ويقيم حالياً في مدينة "القاهرة".