للأفراح والمناسبات في مدينة "حلب" عادات وتقاليد عريقة مازال أهل المدينة يحتفظون بها، أحد أهم هذه التقاليد هو تقديم "شراب اللوز" في المناسبات السعيدة.

للتعرف على قصة هذا المشروب eAleppo التقى بتاريخ 26/12/2011 أحد حرفي مهنة صناعة شراب اللوز السيد "لؤي سنكري" صاحب أحد المعامل المنتجة لشراب اللوز، فيقول: «شراب اللوز من الأصناف المعروفة فقط في مدينة "حلب" على نطاق سورية والوطن العربي، يتميز هذا الشراب بلونه الأبيض الناصع لكي يتماشى مع لون فستان العروس لذلك عرف استخدامه في مدينة "حلب" في الأعراس وعقد القران».

شراب اللوز رفيق الأعراس والخطب ولا يتم الفرح الحلبي إلا بحضور شراب اللوز

ويتابع السيد "لؤي" متحدثاً عن فوائد شراب اللوز: «هو شراب مغذ جداً ويحتوي على الكثير من المعادن التي تحمل المنفعة والصحة للجسم».

اللوز

ثم شرح عن كيفية صنعه قائلاً: «هو عبارة عن حبة اللوز المقشورة التي تطحن مع نسبة من السكر ثم تمزج مع الماء ثم يغلى فنحصل عليه مُركزاً، وقبل شربه يمزج مع مقدار من الحليب للتخفيف من شدة تركيزه».

وعن انتشار هذه المهنة في مدينة "حلب" قال: «يمكننا القول إن هذه المهنة بدأت بالانتشار بمدينة حلب في بداية 1950/1940، وكان والدي من الأوائل في العمل في هذه الصناعة حيث إنه كان مغرماً بها، فكان يقوم بتجهيز وطحن اللوز واستحلابه بشكل يدوي على مبدأ استحلاب الحليب حيث كان يستخرج خلاصة هذه الثمرة يدوياً من الألف إلى الياء، وكان يقدمه في حفلات العائلة والأصدقاء خصيصا حيث كان يعتبر شراب اللوز في ذلك الوقت شيئاً مميزاً ونادراً.

شراب اللوز

وقد أورثني والدي حب هذه الصناعة، حيث إن والدي في عام 1970 كان قد بدأ بتعليمي هذه المهنة وأصولها، وفي عام 1980 بدأ انتشار المشروب بنطاق واسع بعد أن كان محصوراً بطبقة معينة من المجتمع لغلائه وعدم سماع الكثير من الناس به».

وعن بداية انطلاق عمله في هذا المجال قال: «في بدايات عام 1986 كنت قد افتتحت معملي المتخصص بصناعة عجينة وشراب اللوز، حيث كانت البداية بسيطة ومتواضعة فلقد كنا ننتج في الشهر ما يقارب 10 أو 15 كيلوغراماً من شراب اللوز أما الآن فننتج بشكل يومي ومكثف».

لؤي سنكري

وعما أثر في نجاح عمله قال: «كنت أملك هوساً بعمل منتج جيد بشكل يجعل الناس تحبه وتستسيغه ويطلب بشكل كبير».

وعن العائلات التي تبنت هذه المهنة في مدينة "حلب" حدثنا قائلاً: «هناك العديد من المحلات داخل المدينة التي تقوم بصناعة هذا المشروب منذ فترة طويلة ومن أشهر العائلات التي تعمل بها عائلة الصباغ وعائلة العنجريني وعائلة النائب وعائلة الدقسي وغيرها من العائلات العريقة التي زاولت هذه المهنة».

وعن تطور استخدام هذه المادة قال: «اليوم دخل شراب اللوز في أكثر من صناعة حيث إنه دخل في صناعة المثلجات "البوظة" وقوالب الحلوى "الكاتو"».

ولقد حدث eAleppo أيضاً السيد "أبو أحمد قضيماتي" الذي يعمل كبائع في أحد محلات الحلويات المتخصصة ببيع عجينة وشراب اللوز، فيقول لنا: «شراب اللوز رفيق الأعراس والخطب ولا يتم الفرح الحلبي إلا بحضور شراب اللوز».

وعن الإقبال على هذا المشروب قال: «إن الإقبال على طلب هذا الشراب كبير جداً، فأنا أعمل في هذه المهنة منذ سبعة عشر عاماً، ورأيت مدى حب هذا الشراب من قبل الناس، فمن يريد أن يعز ويكرم ضيفه فلا بد أن يقدم له شراب اللوز».

ولقد ذكر الدكتور "صبري القباني" أول سوري يؤسس أول مجلة طبية عربية واسعة الانتشار في كتابه "الغذاء لا الدواء "المنافع الصحية والطبية للوز: «يستعمل اللوز في الطب والعلاج الخارجي، فهو غني بالفيتامين (آA) و(بB) ويحوي مقادير عالية من السكر والزيت والصمغ، فمئة غرام من اللوز تحتوي على 440 ميلغرام من الفوسفور و850 ملغرام من البوتاسيوم، وهذه المقادير الغذائية الوفيرة تجعل منه مادة مغذية جداً ينصح بتناولها للحوامل والمرضعات.

ويستخرج من اللوز (حليب اللوز) الذي يوصف في حالات السعال وتهيجات الجهاز الهضمي والمسالك البولية، كما يوصف بصورة خاصة للناقهين والأطفال، وفي بعض الأحيان يمكن أن يقوم هذا الحليب مقام حليب الأم».