عزف على الكثير من آلات الإيقاع واطلع على ثقافة الكثير من الشعوب من خلال موسيقاهم، إنه الأستاذ والموسيقي "عبود شمعون".

موقع "eAleppo" بتاريخ 20/12/2011 التقى الأستاذ "عبود" ليحدثنا عن مسيرته في الإيقاع.

  • أستاذ "عبود" حدثنا عن مسيرتك الفنية وبداياتك مع عالم الإيقاع؟
  • عبود شمعون

    ** كل إنسان موسيقي تُخلق الموهبة معه ومن الصعب على أي إنسان لا يملك هذه الموهبة أن يكون فناناً، ويجب تطوير هذه الموهبة ورعايتها في سن مبكرة، هذا ما حدث معي حيث ظهر ميولي الواضح للموسيقا والإيقاع بشكل خاص بوقت مبكر فقد بدأت مسيرتي معه منذ سن السادسة بشراء آلات الإيقاع المختلفة ومحاولة إخراج بعض الإيقاعات عليها ولكن كان ذلك بشكل فطري، وبرأيي أن البيئة التي عشتها بطفولتي ساعدتني كثيراً في سماع عدة مدارس موسيقية والاطلاع على علومها الفنية فأنا بدأت التعلم بمحافظة "الحسكة" الواقعة بين "تركيا" و"العراق" المدرستين الكبيرتين في عالم الموسيقا إضافة إلى "المدرسة السورية" وقد زاد إلمامي بالإيقاع عندما دخلت ميدان العمل مع فرع شبيبة الثورة "بالحكسة" وعملت مع كورال الشبيبة هناك وتدرجت معه بالمرحلة الإعدادية والثانوية وشاركنا في العديد من الحفلات في المحافظات السورية وساعدتني كثيراً أجواء الكنائس والتراتيل في صقل موهبتي حيث أحييت الحفلات في الأجواء الكنسية وتابعت تحصيلي بشكل شخصي دون أي أستاذ بسبب قلة الدارسين للإيقاع وعلومه في تلك الفترة فقد كانت المعلومات عن الإيقاع ضئيلة ونابعة من تجارب شخصية لموسيقيين وحاولت قدر الإمكان أن أجمع المعلومات عن الإيقاع حتى أثناء تأديتي للخدمة الإلزامية، وكان للقائي بعازف العود "موسى الياس" دور كبير في وصولي إلى محافظة "حلب" التي لطالما سمعنا عنها وعن فنها ودورها الكبير في تغذية الفن السوري الأمر الذي شجعني إلى العمل فيها وكان ذلك في بدايات عام "1995"، وكانت بداياتي الحقيقية في عملي وتعاوني الذي أعتبره مثمراً وناجحاً مع الموسيقار الكبير "سمير كويفاتي" الذي عرفني عليه الأستاذ "موسى" وقد شاركت مع الأستاذ "سمير" بدايةً في العزف بالموسيقا التصويرية لبعض المسلسلات السورية التي لحنها الأستاذ "سمير" واذكر منها مسلسل "فارس المدينة" ومن ثم انضممت إلى فرقة الفنانة "ميادة بسيليس" بقيادة الأستاذ "سمير" أيضاً، وقد فتح لي الأستاذ "سمير كويفاتي" باب الفن على مصراعيه "بحلب" خاصة فقد التقيت وتعرفت على فنانين كبار ومهمين خلال عملي مع الأستاذ "سمير" وفرقته وانتسبت في عام 2004 إلى نقابة الفنانين بصفة ضابط إيقاع››.

    وأضاف الأستاذ "عبود" عن مسيرته قائلاً: ‹‹وقد حاولت خلال فترة تحصيلي ودراستي أن أطلع على مختلف المدارس الموسيقية العربية منها والعالمية لأن الإيقاع برأيي في الشرق العربي خاصة مازال مقتصراً على البيئة المحيطة بالعازف فقد شهدنا في الآونة الأخيرة التطوير الكبير في أداء الكثير من الآلات الشرقية نتيجة التطور التكنولوجي الذي شهدناه الأمر الذي أتاح للموسيقيين الاطلاع عن قرب على تجارب موسيقيين عظماء مروا، لكن الإيقاع لم يلحق بركب التطوير الأمر الذي شجعني على الاطلاع على أكبر قدر من الآلات الإيقاعية فعزفت على الآلات اللاتينية والكوبية والأفريقية مثل "الشيكر، الكاخون، المراكس، جانبه وكونغا" وقد حاولت أن آخذ من هذه الآلات ما يناسب الشخصية الموسيقية الشرقية وقد تطلب ذلك مني وقتاً وجهداً كبيرين من خلال متابعة كل ما هو جديد في عالم الإيقاع وحاولت التجديد في أداء الإيقاع بما يتناسب مع الموسيقا الشرقية››.

    مع أحد تلامذته

    وعن أبرز مشاركاته على الصعيد الفني حدثنا الأستاذ "عبود" قائلاً: ‹‹شاركت ببرنامج "على عيني" مع المخرج الكبير "خلدون المالح" في "مدريد" وسافرت إلى "أمريكا" وأحيينا أمسية للجالية العربية في "لوس أنجلس" وشاركت في مهرجان "قرطاج" و"المدينة" في "تونس" وكان ذلك كله مع فرقة الفنانة "ميادة بسيليس" وسافرت معها إلى "لبنان" أيضاً وعملت مع شركة "بودابار" وهي شركة فرنسية تطلق كل فترة ألبوماً للموسيقا الآلية والإلكترونية لفرقة تنتقيها من نخبة العازفين في الشرق الأوسط وقد أضافت لي هذه التجربة الشيء الكثير في عالم الموسيقا والإيقاع.

  • ما هي طموحاتك الموسيقية بعد هذه التجربة الطويلة مع الإيقاع؟
  • ** في الحقيقة أسعى إلى أن يكون عندي الكثير من الطلاب لأدرسهم الإيقاع وأتمنى افتتاح معهد خاص للإيقاع، لأني لا أريد لأي شخص أن يمر بما مررت به من متاعب وصعوبات عانيتها عندما عجزت أن أجد أستاذاً لتدريس الإيقاع، فقد غلبت الأنانية برأيي التي تدمّر ولا تعمّر" في مجال التعليم الموسيقي خاصة على أغلب الموسيقيين الذين برأيي يعيقون عجلة التطور بهذه التصرفات، معاهدنا الحالية سواء في "حلب" وغيرها تفتقد لوجود قسم خاص للإيقاع أسوة بباقي الآلات وهذا أمر يجب معالجته والاهتمام به وسأسعى على تدوين تجربتي الطويلة مع الإيقاع

    لكن لم ألق آذاناً مصغية لهذا الأمر وبرأيي يجب على كل موسيقي آمن بتجربته أن يدون تجربته لكي تكون منارة للأجيال الموسيقية القادمة.

  • ما رأيك بواقع الفن حالياً؟
  • ** برأيي الوضع حالياً على الصعيد الفني سيئ للغاية فالمشكلة تكمن حالياً في التذوق الموسيقي الذي تلوث لدرجة كبيرة بعد أن تشوه مفهوم الموسيقا، وبرأيي وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في ذلك فعامة الناس من موسيقيين وغيرهم يتبينون آراءهم من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والتي لعبت دوراً كبيراً في تشويه الفن فقد بتنا نشاهد ونسمع على شاشات التلفزة الكثير ممن يدعون بأنهم مطربين يقدمون مقطوعات مجردة من أي معنى فني لحناً أو كلمة، فقد تدنى المستوى اللحني للأغنية وغلب على الموسيقا الطابع الإلكتروني فالآلات معظمها بدأت تصبح كهربائية الأمر الذي انعكس على واقع الموسيقا والحل برأي يكمن في التذوق الموسيقي فسماع الموسيقا بشكل صحيح يساعد كثيراً في بناء شخصية العازف لأنها تحمل رسالة سامية ترقى بالإنسان وتهذب روحه.

  • كيف ترى واقع نقابة الفنانين بشكل عام؟
  • ** نعاني كثيراً في النقابة حالياً من الأعضاء الكبار بالسن الذين يتمسكون بمقاعدهم وآراءهم التي لم تعد تتوافق مع متطلبات الواقع الحالي فلكل دولة زمان ورجال فهؤلاء الأشخاص عملوا على تأدية رسالتهم خلال رحلتهم وتجربتهم الفنية في وقتها والمشكلة تكمن بداية في ركن نقابة الفنانين فبداية لابد أن نبدأ بتحسين مبنى النقابة ليرقى بمستوى نقابة الفنانين، ولكن حالياً استطاع نقيبها الأستاذ والصديق "عبد الحليم حريري" أن يحدث نقلة نوعية في تاريخ النقابة بعد أن خلق جو من التفاهم والتناغم بين الأعضاء وقد استطاع أن يفعّل دور الشباب في تغذية الواقع الفني وبرأي هذا الشيء خلق جو من الأريحية في التعامل، إن الشباب يشكلون اللبنة الأولى في بناء جيل موسيقي مبني على أسس علمية وأكاديمية، وقد لاحظنا خطوات النقابة مشكورة على أرض الواقع من خلال الحفلات التي قدمتها ورعتها مؤخراً.

    وقد حدثنا عازف الناي الأستاذ "محمد شيحان" عن الأستاذ "عبود" قائلاً: ‹‹بدأنا العمل الموسيقي في نفس الفترة تقريباً وقد عملنا سويةً لفترة طويلة، وأن الأستاذ "عبود" يتمتع بحس موسيقي وإيقاعي مميز الأمر الذي جعله من أبزر عازفي الإيقاع في سورية ولطالما سعى إلى تحسين واقع الإيقاع وتطويره بشكل مستمر ومتواصل وأتمنى له التوفيق في مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء››.

    ويذكر أنّ الفنان "عبود شمعون" مواليد عام "1973" ومقيم في "حلب" منذ عام "1995" ومتزوج من فنانة تشكيلية ولديه طفلان "إدوارد" و"غريس".