في زيارة تمت دون أي إبلاغ مسبق، فاجأت السيدة "أسماء الأسد" عقيلة السيد الرئيس "بشار الأسد" طفلات جمعية "دار الفتاة اليتيمة" في زيارة كانت بعيدة كل البعد عن أي تغطية إعلامية هدفت إلى الإطلاع على واقع هذه الدار والقاطنات بها من الفتيات في زيارة سببت السعادة والسرور لكل من حالفه الحظ وكان موجودا آنذاك.

وعن هذه الزيارة تقول السيدة "عهد بريدي" عضو مجلس الإدارة:

سألتني إن كنت مرتاحة هنا أكثر من داري التي فيها أهلي، فقلت بأني سعيدة جدا هنا وفرحة

«في يوم الخميس 27/8 بين الساعة الثالثة والرابعة عصرا جاءت سيارة واحدة لتنزل منها السيدة "أسماء الأسد" مع مديرة مكتبها ومصور ودون مرافقة في زيارة بسيطة جدا وخاصة جدا أشعلت العديد من المشاعر في قلوب الجميع...».

السيدة الأولى تطلع على أحوال الدار

وأضافت: «كانت سيارة واحدة وكانت الزيارة بسيطة لدرجة أن أعضاء مجلس إدارة الجمعية أوقفوا سيارتهم وراء سيارتها المتوقفة وهم يسألون أنفسهم من صاحب تلك السيارة الأنيقة! لم تكن معها مرافقة مباشرة حيث كانت زيارة ذات طابع "شخصي" للغاية».

وقد تجولت السيدة "أسماء الأسد" في الدار واستطلعت الغرف والصفوف والقاعات ملتقية مع أطفال الدار ومتحدثة معهم كلهم متسائلة عن أسمائهم وعن رأيهم في الدار؛ منهم الطفلة "مروى" ذات التسع أعوام والتي قالت لنا:

من نشاطات الدار1

«سألتني عن اسمي ومن ثم عن جدول "الزائد"! سألتني ماذا يساوي 1+2؟ فأجابت أن الإجابة هي الرقم 3!»

أما "إسراء" ذات الاثنا عشر عاما فقد قالت لنا:

من نشاطات الدار 2

«سألتني السيدة "أسماء" عن حالي وإن كنت مرتاحة في الدار أم لا، فأجبتها بأني مرتاحة وسألتني إن كنت أفضل البقاء أو الذهاب معها؛ فقلت بأنني أفضل البقاء في الدار!!».

أما "فاطمة" ذات الأحد عشر عاما فتقول لنا:

«سألتني إن كنت مرتاحة هنا أكثر من داري التي فيها أهلي، فقلت بأني سعيدة جدا هنا وفرحة».

بعد ذلك، التقت السيدة الأولى مسؤولي الدار ومشرفيها حيث تحدثت معهم كلهم بطريقة لطيفة أدت لأن يشعروا بالارتباك أمام حضورها حيث تقول السيد "عهد":

«كان يبدو عليها أنها تحاول أن تعرف نوعية الخدمات التي نقدمها للدار على أرض الواقع حيث كانت تسأل عن النشاطات التي تقوم بها الفتيات، فذكرنا لها كيف أننا قمنا بعدة أمور مثل اصطحابهم للمسبح مثلا وإقامة دورة سباحة لهم ما جعل تبدي سرورها لفكرتنا حول دمجهم مع المجتمع. وفي نهاية الزيارة التي استغرقت /45/ دقيقة، طلبت منا التحضير والقيام بنشاط كبير ومهم مع وعدها لنا بالحضور في حال تم تنفيذ هذا النشاط حيث قالت بأنها على اطلاع بكل ما نقوم به نحن وبقية الجمعيات الأخرى».

أما عن دار الفتاة اليتيمة فتقول السيدة "عهد" بأنها تشهد حاليا تطورات كبيرة في مجال تنمية مواهب هؤلاء الطفلات وتأهيلهم لدخول المجتمع حيث تقول عن هذا الموضوع:

«قمنا خلال الفترة الماضية أنا والزميلة "جيهان قباني" عضو مجلس الإدارة أيضا بعمل كبير مع طفلات الجمعية حيث نتولى حاليا كل أنشطة الجمعية. منذ فترة قمنا باصطحاب الفتيات في نشاطات إلى خارج الجمعية لجعلهن يتفاعلن مع المجتمع مثل النشاط الذي تم في منطقة "المتحلق" والذي قامت به فتيات الجمعية بالاشتراك مع أيتام "المجمع الخيري الإسلامي" والذي تضمن عملية تنظيف للمنطقة (وكان موقع "eSyria" قد قام بتغطية النشاط في مقالة سابق). وعندما رجعنا إلى الدار، وجدت إحدى الفتيات وقد كتبت على دفترها: "لأول مرة أحس نفسي إنسانة، ولأول مرة أخرج من الدار في نشاط لا يتضمن الذهاب إلى مطعم وتناول الطعام».

وتحوي الدار حاليا /46/ فتاة تتدرج أعمارهم من الثالثة وحتى الرابعة عشرة؛ منهن يتيمات الأبوين ومنهم فاقدة للأم أو الأب ولا يوجد من هو قادر على إعالتها.

ومن التجارب التي تمت في الدار هي فكرة "عمل مجلس إدارة من الفتيات الموجودات في الدار" حيث تضيف عن الموضوع:

«تم انتخاب /4/ فتيات من أصل /10/ انطبقت عليهن شروط الترشيح لتمثيل الفتيات في مجلس الإدارة، وهؤلاء المنتخبات مسؤولات عن التواصل مع بقية الفتيات ومساعدتنا على حل المشكلات، وقد تمت العملية بطريقة ديمقراطية للغاية حيث كان الاقتراع سري ولم تعرف الفتيات الباقيات من اقترع لمن. كانت هذه بداية تجربة إذا نجحت سنكملها وإذا فشلت سوف نقوم بدراستها».