محاولات والده لمنعه من الدخول في طريق الفن، والالتفات إلى دراسته وتعلم مهنة (دوزنجي السيارات) لم تبعد "رضوان ميرعي" صاحب الصوت الجميل والأداء العذب عن الفن، وأول تجربة فنية له كانت وهو بعمر 14 عاماً في حفل زفاف ابن خاله بحضور الأهل والأقارب والجيران، وأمام والده، وسار بعدها في هذا الطريق الذي أثمر فناً وأصالة.

يقول "ميرعي" إنه أحب الغناء منذ طفولته، وكان يقلّد والده "أحمد ميرعي" عازف الناي والمولع بالغناء في نطاق الأسرة فقط، وتابع "رضوان" موهبته الغنائية في مدرسة "ساطع الحصري" بحي "قاضي عسكر" من خلال حفظ وأداء الأناشيد الوطنية والإشراف على كافة الحفلات الفنية بالمدرسة، وتعلم العزف على آلة الإيقاع بالتزامن مع حفظ وتجويد آيات من القرآن الكريم، ليكون كل ذلك بمنزلة الذخيرة للانطلاق نحو طريق أطول.

بعد انتهاء خدمتي الإلزامية واستقراري في مدينة "حلب" درست وتعمقت بالموشحات والقدود والنغمات على يد الفنانين "عبد الرحمن مدلل" و"ماهر مصري" و"محمد السيد" وسافرت إلى "بيروت" خلال شهر رمضان وأقمت عدة حفلات رمضانية هناك وغنيت أمام "وائل كفوري" والعراقي" الياس خضر" و"صباح فخري" و"نجوى كرم"، وأقمت حفلة ناجحة بمدينة "حمص" بالاشتراك مع المطرب "مرشد عنيني" وكذلك في مدينة "طرطوس" مع المطرب "رواد العلي" وأقمت عدة حفلات في مدينة "جرمانا" وبعد عودتي لمدينة "حلب" أسست مكتباً فنياً لإقامة الحفلات بالتعاون مع الفرقة الموسيقية بقيادة عازف القانون "مروان مشو" وعازف الكمان المشهور "لؤي تناري" وتعاهدنا نحن الثلاثة على تقديم الغناء الحلبي والموشحات والقدود والأدوار والمولويات بشكلها وقالبها الحقيقي مع الحفاظ على نغماتها ومقاماتها، وذاع صيتنا وشهرتنا في المدينة بما قدمناه من لوحات جميلة وغنيت أمام أكثر من سبعة آلاف متفرج بمناسبة تحرير "حلب" في ساحة "سعد الله الجابري" ودوار "الباسل" وأمام "قلعة حلب" ونادي "الاتحاد"، كذلك استضافتني إذاعة "حلب" وتلفزيون "دراما" ببث مباشر على الهواء

وبعد حفل زفاف ابن خاله، بدأت قيود وموانع والده بالتراجع نوعاً ما، وعلى إثر هذه الحفلة تلقى دعوتين من الجوار لإقامة أفراح زفاف بقيمة 400 ليرة للحفلة الواحدة، وتابع مشواره بتعلم العزف على آلة العود بالتزامن مع افتتاح محل خاص به لمهنة (الدوزنجي) وبقي على هذا المنوال حتى خدمة العلم في مدينة "دمشق" وهناك وجد فرصة سانحة لصقل موهبته الغنائية أكثر من خلال إقامة مزيد من الحفلات الوطنية على المسرح العسكري وبكافة قرى ريف المحافظة، ويضيف لمدوّنة وطن "eSyria": «بعد انتهاء خدمتي الإلزامية واستقراري في مدينة "حلب" درست وتعمقت بالموشحات والقدود والنغمات على يد الفنانين "عبد الرحمن مدلل" و"ماهر مصري" و"محمد السيد" وسافرت إلى "بيروت" خلال شهر رمضان وأقمت عدة حفلات رمضانية هناك وغنيت أمام "وائل كفوري" والعراقي" الياس خضر" و"صباح فخري" و"نجوى كرم"، وأقمت حفلة ناجحة بمدينة "حمص" بالاشتراك مع المطرب "مرشد عنيني" وكذلك في مدينة "طرطوس" مع المطرب "رواد العلي" وأقمت عدة حفلات في مدينة "جرمانا" وبعد عودتي لمدينة "حلب" أسست مكتباً فنياً لإقامة الحفلات بالتعاون مع الفرقة الموسيقية بقيادة عازف القانون "مروان مشو" وعازف الكمان المشهور "لؤي تناري" وتعاهدنا نحن الثلاثة على تقديم الغناء الحلبي والموشحات والقدود والأدوار والمولويات بشكلها وقالبها الحقيقي مع الحفاظ على نغماتها ومقاماتها، وذاع صيتنا وشهرتنا في المدينة بما قدمناه من لوحات جميلة وغنيت أمام أكثر من سبعة آلاف متفرج بمناسبة تحرير "حلب" في ساحة "سعد الله الجابري" ودوار "الباسل" وأمام "قلعة حلب" ونادي "الاتحاد"، كذلك استضافتني إذاعة "حلب" وتلفزيون "دراما" ببث مباشر على الهواء».

الغناء على خشبة المسرح

ويضيف "رضوان" بأن الطرب الحلبي تأثر بلا شك بمفردات الأزمة من جميع الجوانب الفنية والمالية والاقتصادية، فالبعض من المطربين هاجر ومنهم من امتهن عملاً غير الفن لكي يكسب قوت يومه وبالمقابل هناك من استغل الأزمة ليتغلغل في الوسط الفني وهو لا يملك أدنى مقومات الغناء والحضور، فالمطرب الناجح هو صاحب الموهبة الحقيقية المصقولة بالدراسة والتعلم والتواضع، وهو الذي يحترم جمهوره ويقوم بالتحضير الجيد قبل تقديم أي عمل من خلال التدريبات مع فرقته الموسيقية وحفظ ولفظ كلمات أغانيه بشكل سليم والابتعاد عن أداء الأغاني الهابطة التي تؤذي السمع وتجعل الجمهور ينفر من سماعها وتقبلها، إضافة لعلاقته الجيدة والأخلاقية مع زملائه بحيث تكون المنافسة نظيفة وشريفة من دون حسد أو طمع أو نميمة هاجسها جمع المبالغ بأسلوب تجاري ورخيص وفي مثل ذلك قد ينجح صاحب هذه المبادئ لفترة قصيرة فقط لتنكشف أوراقه في أول اختبار حقيقي.

ويأسف "ميرعي" كون الغناء أمام (الميكروفون) أصبح مشاعاً من دون أي ضوابط ومعايير، فالغناء بالنسبة له حالة روحانية ووجدانية، فهو لا يهتم بالمال الذي سيتقاضاه من حفلاته بقدر ما يهمه النجاح ورضا الجمهور، إذ تتملكه رهبة من مواجهة الجمهور قبل الصعود للمسرح خوفاً من هفوات تحدث بعيداً عن إرادته، وبعد ثلاثة عقود غنائية لا يملك "ميرعي" منزلاً، وما يزال يتنقل بين منازل الآجار.

العازف مروان مشو قائد فرقته الموسيقية

عازف القانون والملحن "مروان مشو" أشاد بعطاء وغناء الفنان "ميرعي" وما يمتلكه من حس وجواب وقرار، وبحفظه للنغمات وتنقله بسهولة بين المقامات، وبرأيه هو في طليعة مطربي المدينة إضافة لتميزه وقدرته وبراعته في غناء الأدوار والموشحات والقدود الحلبية بشكل سلس وجميل، وتابع: «نحن نعمل ضمن فرقة موسيقية واحدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً وأغلب حفلاتنا مميزة ونحضر لها بشكل مسبق لعدة أيام وحتى بعد انتهائها نعود لتقييم العمل وفحص الخلل الذي حدث لتلافيه.

فيما المطرب "عمار قلعة جي" أثنى على أداء وغناء زميله وما يمتلكه من صوت مميز وقدرة على غناء أصعب المقاطع بقدرة فائقة دون الوقوع بالنشاز واصفاً إياه بالمطرب الخلوق والمحترم لفنه ولجمهوره المحب له.

بقي أن نذكر أنّ المطرب "رضوان ميرعي" من مواليد مدينة "حلب" عام 1968.

تمّ اللقاء في منزله بحي "سيف الدولة" بتاريخ 6 كانون الثاني 2021.